“اسأل مجرب ولا تسأل طبيب”، هذا المثل ينطبق في كل المجالات، والبحث العلمي ليس استثناءً. ولكن كيف “تتعلم” بفعالية، بحيث يكون “صديقك” هو من سبقك، والخبراء، والبحوث المتقدمة؟ يكمن الجواب في اتباع المنهج الصحيح للبحث العلمي.
ما هو منهج البحث العلمي؟
كما هو الحال عند استكشاف مدينة جديدة، فإن منهج البحث العلمي هو طريقتنا في “التلمس” لفهم واكتشاف معارف جديدة، وأسرار لم يتم حلها بعد. إنها العملية التي نبحث فيها عن المعلومات، ونحلل البيانات، ونضع النظريات، ونتحقق من الفرضيات، وأخيرًا نستخلص النتائج.
4 مناهج بحث علمي شائعة
قال المثل: “كل الطرق تؤدي إلى روما”. وبالمثل في مجال العلوم، مهما تعددت المناهج، يظل الهدف النهائي هو البحث عن الحقيقة. فيما يلي 4 مناهج شائعة:
1. المنهج الكمي:
- مثل “عد النجوم في السماء”، يركز المنهج الكمي على جمع البيانات العددية، والتحليل الإحصائي للعثور على علاقات بين المتغيرات.
- مثال: دراسة حول فعالية دواء جديد. سيقوم العلماء بجمع بيانات حول عدد المرضى الذين عولجوا بهذا الدواء، ووقت شفائهم، ومقارنتها بالمجموعة الضابطة.
- المزايا: موضوعي، سهل المقارنة، سهل تكرار النتائج.
- العيوب: قد يتجاهل العوامل النوعية، والمشاعر الذاتية.
“
2. المنهج الكيفي:
- “لغة الجسد” شيء لا يمكن قياسه، وكذلك المنهج الكيفي. يركز على جمع البيانات الذاتية من الأفراد، والمجموعات، مثل المقابلات، والملاحظات، لفهم أعمق للمشكلة.
- مثال: دراسة حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نفسية الشباب. سيجري العلماء مقابلات مع الشباب، ويراقبون كيفية استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي، ويحللون القصص والمشاعر المشتركة.
- المزايا: يقدم نظرة ثاقبة حول المشكلة، وفهم السياق والأسباب.
- العيوب: صعب التجميع والتحليل، سهل التأثر بالعوامل الذاتية.
“
3. المنهج القياسي:
- مثل “تجربة” طبق جديد، يركز المنهج القياسي على قياس وتقييم فعالية طريقة، أو برنامج، أو منتج، أو خدمة…
- مثال: دراسة حول فعالية برنامج تدريبي على المهارات الشخصية للطلاب. سيستخدم الباحثون الاختبارات والاستبيانات قبل وبعد مشاركة الطلاب في البرنامج لتقييم مستوى تحسن المهارات الشخصية.
- المزايا: يقدم معلومات واضحة حول الفعالية، ويساعد في تقييم مستوى النجاح.
- العيوب: قد يكون محدودًا بعوامل القياس، ولا يعكس الواقع بشكل كامل.
“
4. المنهج المختلط:
- “الخشب ليس كالشجرة وليس كالغابة”، المنهج المختلط هو مزيج بين المناهج الكمية والنوعية والقياسية لخلق صورة شاملة للبحث.
- مثال: دراسة حول تأثير البيئة المعيشية على صحة الأطفال. يمكن للعلماء استخدام المنهج الكمي لجمع بيانات حول مستويات تلوث الهواء، والمنهج الكيفي لمقابلة أولياء الأمور حول مخاوفهم بشأن صحة أطفالهم، والمنهج القياسي لتقييم صحة الأطفال من خلال الفحوصات الطبية.
- المزايا: يقدم معلومات كاملة ومتعددة الأبعاد، ويساعد في استخلاص استنتاجات دقيقة وشاملة.
- العيوب: يتطلب الكثير من الموارد والوقت والمهارات.
اختيار المنهج المناسب لبحثك
لاختيار المنهج المناسب، تذكر المثل “في الامتحان يكرم المرء أو يهان”. ضع في اعتبارك هدفك، والجمهور المستهدف، والموارد والوقت المتاحين لديك.
- مثال: إذا كنت ترغب في دراسة فعالية طريقة تعليمية جديدة، يمكنك استخدام المنهج الكمي لقياس التحصيل الدراسي للطلاب أو استخدام المنهج الكيفي لجمع آراء المعلمين والطلاب حول هذه الطريقة.
خاتمة
إن إتقان مناهج البحث سيساعدك على “الصعود والهبوط” في البحث العلمي، ولكن تذكر: “العلم نور”. كن دائمًا باحثًا ومتعلمًا، وحسّن باستمرار منهج بحثك لتحقيق أفضل النتائج.
هل لديك أسئلة أخرى حول البحث العلمي؟ اترك تعليقًا وسنناقشها معًا!